المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١٦

حقيقة نسبة الافعال للعباد

 . حقيقة نسبة الأفعال للعباد : ومن هذا يظهر أن تعلق القدرة ليس مخصوصاً بحصول المقدور بها . وأفعال العباد نسبتها إليهم على طريق الكسب لا الاختراع لأن الله تعالى هو المخترع لها ، والمقدر لها ، والمريد لها ، ولا يرد أنه كيف يريد ما نهى عنه ، لأن الأمر يغاير   الإرادة بدليل أمره جميع الناس بالإيمان ، ولم يرده من أكثرهم لقوله تعالى :  وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ  ، فنسبة الأفعال إلى العباد من نسبة المسبب    إلى السبب أو الواسطة ، وهذا لا منافاة فيه ، لأن مسبب الأسباب هو الذي      خلق الواسطة وخلق فيها معنى الوساطة ولولا ذلك الذي أودع الله تعالى فيها لم تصلح أن تكون واسطة وسواء كانت مما لم يودع العقل كالجماد والأفلاك والمطر والنار ، أو كانت عاقلة نم ملك أو إنسي أو جني . اختلاف المعنى باختلاف النسبة اللفظية : ولعلك تقول : لا تعقل نسبة الفعل الواحد إلى فاعلين لاستحالة اجتماع  مؤثرين على أثر واحد ، فنقول : نعم ، هو كما قلتم لكن محله إذا لم يكن الفاعل   إلا معنى واحد في الاستعمال . أما إذا ...

المجاز العقلي

 ]  ] المجاز العقلي واستعمـاله ولا شك أن المجاز العقلي مستعمل في الكتاب والسنة ، فمن ذلك قوله      تعالى :  وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً  ، فإسناد الزيادة إلى الآيات مجاز عقلي لأنها سبب في الزيادة ، والذي يزيد حقيقة هو الله تعالى وحده . وقوله تعالى :  يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً  ، فإسناد الجعل إلى اليوم مجاز عقلي ، لأن اليوم محل جعلهم شيباً فالجعل المذكور واقع في اليوم ، والجاعل حقيقة هو الله تعالى ، وقوله تعالى :  وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً  ، فإن إسناد الإضلال إلى الأصنام مجاز عقلي لأنها سبب في حدوث الإضلال ، والهادي     والمضل هو الله تعالى وحده . وقوله تعالى حكاية عن فرعون :  يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً  ، فإسناد البناء إلى هامان مجاز عقلي لأنه سبب فهو آمر يأمر ولا يبني  بنفسه ، والباني إنما هم الفعلة ((من العمال)) . وأما الأحاديث ففيها شيء كثير يعرفه من وقف عليها ، وكان ممن يعرف  الفرق بين الإسناد الحقيقي والمجازي فلا حاجة إلى الإطالة بنقلها ، وق...

الله الوارث

الله تعالى هو (الوارث) فهو سبحانه وتعالى يرث الأرض وَمَنْ عليها، والوارث يبقى، وَالْمُوَرِّثُ يفنى. فالله سبحانه وتعالى هو الباقي؛ لأنه لا بداية له، فلا نهاية له، وكما يقولون :  وكل ما جاز عليه العدم * عليه قطعًا يستحيل القدم كل ما له بداية له نهاية، وكل ما لا نهاية له، فإن ذلك يدل على أنه لا بداية له. فالله سبحانه وتعالى قديم، والقديم لا يفنى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} سبحانه وتعالى. «كان الله، ولم يكن شيء معه ... ». أبدًا، متفرد سبحانه وتعالى، فأخرج الكون بكلمة (كن) فكان. « ... وهو الآن على ما عليه كان». أي هذا الكون، لم يدخل فيه سبحانه حلولاً، الله لم يحل فيه، ولم يتحد به؛ ولذلك يقولوا : "الحلول والاتحاد، غير عقائد المسلمين"، لا نعرفها لأن هناك من يتكلمون على الطاقة الكبرى، والحقيقة العظمى ، الله تعالي ليس طاقة، وليس كائنًا، الله تعالي متفرد سبحانه بالجلال، والجمال، والبهاء، والكمال ، فإن الله سبحانه وتعالى خلق الكون، وهو الآن على ما عليه كان، يقول للشيء "كن فيكون". هذه الكائنات رَكَّبَ الله فيها دلالة على الفناء، تفنى، فالوردة، جميلة في ...