وَأَثْبِتَنْ للأَوْلِيَا الكَرَامَة
83- وَأَثْبِتَنْ للأَوْلِيَا الكَرَامَة *** وَمَنْ
نَفَاها فَانْبِذَنْ كلامَهْ
وأثبتن للأولياء: أي اعتقد جواز وقوع
الكرامة، ووقوعها لهم في الحياة وبعد الممات كما ذهب إليه جمهور أهل السنة، وليس
مذهب من المذاهب الأربعة قال بنفيها بعد الموت بل ظهورها حينئذ أولى، لأن النفس
حينئذ صافية من الأكدار، فهي كالسيف سل من غمده، وعلى هذا قيل: "من لم تظهر
كرامته بعد موته كما كانت في حياته فليس بصادق" واستدلوا على الوقوع بما جاء
من قصة السيدة مريم رضي الله عنها في قوله تعالى: {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا
زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ
هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ
بِغَيْرِ حِسَابٍ} فقد كان يجد عندها فاكهة الصيف بالشتاء وبالعكس. وما جاء من قصة
أصحاب الكهف حيث دخلوا غاراً فلبثوا فيه بلا طعام ولا شراب ثلاث مائة وتسع سنين
نياماً بلا آفة. وما جاء من قصة آصف وزير سيدنا سليمان وقد كان يعرف اسم الله
الأعظم فدعا به فأتى الله بعرش بلقيس قبل أن يرتد طرف سليمان إليه،
وما وقع من كرامات الصحابة والتابعين إلى وقتنا. فقد صح أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان له جيش بنهاوند من بلاد العجم وكان سارية رضي الله عنه أميراً عليه، وكان العدو كامناً في أصل جبل، ولا يعلم به جيش المسلمين، فنادى عمر وهو في المدينة على المنبر يخطب الناس يوم الجمعة: يا سارية الجبل الجبل، فسمعوا صوته بنهاوند، وأن أسيد بن حضير وعباد بن بشر رضي الله عنهما كانا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة حتى ذهب من الليل ساعة وهي ليلة شديدة الظلمة، خرجا وبيد كل واحد منهما عصا، فأضاءت لهما عصا أحدهما، ومشيا في ضوءها حتى إذا افترقت بهما الطريق أضاءت للأخر عصاه فمشى كل واحد منهما في ضوء عصاه حتى بلغ أهله وأن خبيباً كان أسيراً بمكة المكرمة عند بني الحارث فكانت تقول بنت الحارث: ما رأيت أسيراً خيراً من خبيب، لقد رأيته يأكل من قطف عنب وما بمكة يومئذ ثمرة، وإنه لموثق في الحديد وما كان إلا رزقاً رزقه الله إياه. وأن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه جهز جيشاً فاستعمل عليه العلاء بن الحضرمي، فأتى القوم الذين يريد غزوهم فوجدهم قد نذروا به وغوروا المياه، وكان الحر شديداً وقد أجهدهم العطش ودوابهم، فلما مالت الشمس صلّى العلاء بالجيش ركعتين ثم مدّ يده ما يرى في السماء شيء، يقول راوي الحديث: فوا الله ما حط يده حتى بعث الله ريحاً وأنشأ سحاباً فأفرغت حتى ملأت الغدور الشعاب فشربنا وسقينا واستقينا، ثم أتينا عدونا وقد جاوزوا خليجاً في البحر إلى جزيرة، فوقف على الخليج وقال يا عليّ يا عظيم يا كريم، ثم قال أجيزوا باسم الله، قال: فأجزنا، ما يبل الماء حوافر دوابنا إلا يسيراً.
وما وقع من كرامات الصحابة والتابعين إلى وقتنا. فقد صح أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان له جيش بنهاوند من بلاد العجم وكان سارية رضي الله عنه أميراً عليه، وكان العدو كامناً في أصل جبل، ولا يعلم به جيش المسلمين، فنادى عمر وهو في المدينة على المنبر يخطب الناس يوم الجمعة: يا سارية الجبل الجبل، فسمعوا صوته بنهاوند، وأن أسيد بن حضير وعباد بن بشر رضي الله عنهما كانا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة حتى ذهب من الليل ساعة وهي ليلة شديدة الظلمة، خرجا وبيد كل واحد منهما عصا، فأضاءت لهما عصا أحدهما، ومشيا في ضوءها حتى إذا افترقت بهما الطريق أضاءت للأخر عصاه فمشى كل واحد منهما في ضوء عصاه حتى بلغ أهله وأن خبيباً كان أسيراً بمكة المكرمة عند بني الحارث فكانت تقول بنت الحارث: ما رأيت أسيراً خيراً من خبيب، لقد رأيته يأكل من قطف عنب وما بمكة يومئذ ثمرة، وإنه لموثق في الحديد وما كان إلا رزقاً رزقه الله إياه. وأن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه جهز جيشاً فاستعمل عليه العلاء بن الحضرمي، فأتى القوم الذين يريد غزوهم فوجدهم قد نذروا به وغوروا المياه، وكان الحر شديداً وقد أجهدهم العطش ودوابهم، فلما مالت الشمس صلّى العلاء بالجيش ركعتين ثم مدّ يده ما يرى في السماء شيء، يقول راوي الحديث: فوا الله ما حط يده حتى بعث الله ريحاً وأنشأ سحاباً فأفرغت حتى ملأت الغدور الشعاب فشربنا وسقينا واستقينا، ثم أتينا عدونا وقد جاوزوا خليجاً في البحر إلى جزيرة، فوقف على الخليج وقال يا عليّ يا عظيم يا كريم، ثم قال أجيزوا باسم الله، قال: فأجزنا، ما يبل الماء حوافر دوابنا إلا يسيراً.
- والولي: هو العارف بالله تعالى
وصفاته حسب الإمكان، المواظب على الطاعة المجتنب للمعاصي، المعرض عن الانهماك في
اللذات والشهوات المباحة، أما أصل التناول فلا مانع منه، لا سيما إذا كان يقصد
التقوي على العبادة، وهو لا يرتكب معصية بدون توبة إذ أنه ليس معصوماً حتى لا تقع
منه معصية بالكلية. وإنما سمي ولياً لأن الله تعالى تولى أمره فلا يكله إلى نفسه،
ولا إلى غيره لحظة، ولأنه يتولى عبادة الله تعالى على الدوام من غير تخلل بمعصية،
وكلا المعنيين واجب تحققه حتى يكون الولي عندنا ولياً في نفس الأمر.
- الكرامة:
هي أمر خارق للعادة يظهر على يد عبد ظاهر الصلاح ملتزم بمتابعة النبي صلى الله
عليه وسلم، مصحوب بصحيح الاعتقاد والعمل الصالح.
- ومن نفاها
فانبذن كلامه: أي ومن قال بعدم جوازها فانبذن كلامه لأنه ما أنكرها إلا
لأنه نظر إليها على أنها من فعل العبد، أما لو نظر إليها على أنها من فعل الله
تعالى لما تطرق إليه الإنكار. وإنما تمسك المنكر بأنه لو ظهرت الخوارق من الأولياء
لالتبس النبي بغيره، لأن الخارق إنما هو المعجز، ولو ظهرت لأصبحت كثيرة بكثرتهم
فتخرج عن كونها خارقة للعادة، ويرد هذا بأن الفرق بين المعجزة والكرامة قائم بوجود
دعوى النبوة في المعجزة، وبأن كثرتها لا تخرجها عن كونها خارقة للعادة لأنه يظل
خرق وإن استمر، وسبب كثرتها في الأزمنة المتأخرة إنما هو لضعف يقين المتأخرين.
تعليقات