المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٦

لله لا يتغير

إن مما هو مقرر في دين الله تعالى وثابت عند العقلاء أن التغيّرَ دليل الحدوث وبهذا احتج إبراهيم الخليل عليه السلام على قومه بكون القمر والكوكب والشمس لا يصلح كل منهم أن يكون إلها فيستحيل عقلا وشرعا التغيّرُ على الله سبحانه وتعالى في ذاته وصفاته فلو كان يجوز عليه التغيّر لجاز عليه ما يجوز على المخلوقات. وما أحسنَ قول بعض الناس: "سبحان الله الذي يُغيِّر ولايتغيَّر". وقد ورد في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه دعا ربه بأشياء فاستجاب الله له بعضًا منها وقال له عن الأمور الأُخَر: "يا محمد إني إذا قضيتُ قضاءً فإنه لا يُرَدُّ" رواه مسلم وغيرُه. فلو كان الله يغيّر مشيئته لأحد لغيّرها لحبيبه محمد عليه الصلاة والسلام وهذا لا يعني أن يترك الإنسان الدعاء بل ينبغي من المسلم أن يكثر من الدعاء رجاء ثواب الله تعالى

العقيدة المنجية

العقيدة المنجية اعلم أن عقيدة المسلمين سلفاً و خلفاً بلا شك و لا ريب أن الله سبحانه و تعالى هو خالق العالم، قائم بنفسه مستغن عن كل ما سواه، فكلنا نحتاج إلى الله ولا نستغني عنه طرفة عين، والله تعالى لا يحتاج لشئ من خلقه، ولا ينتفع بطاعاتهم و لا ينضرّ بمعاصيهم، ولا يحتاج ربنا إلى محل يَحُلُّهُ ولا إلى مكانٍ يُقِلُّهُ، و أنه ليس بجسم ولا جوهرٍ. واعلم أن الحركة والسكون والذهاب والمجيء والكون فى المكان، والاجتماع والافتراق، والقرب والبعد من طريق المسافة، والاتصال والانفصال، والحجم والجرم، والجثة والصورة والشكل والحيز والمقدار والنواحي والأقطار والجوانب والجهات كلها لا تجوز عليه تعالى لأن جميعها يوجب الحد والنهاية والمقدار ومن كان ذا مقدار كان مخلوقاً، قال تعالى:{ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ(8)} [ سورة الرعد ]. واعلم أن كل ما تُصُوِّرَ فى الوهم من طول وعرض وعمق وألوان وهيئات يجب أن يُعتقد أن صانعَ العالم بخلافه، وأنه تعالى لا يجوز عليه الكيفية والكمية والأينية لأن من لا مِثلَ له لا يجوز أن يقال فيه كيف هو، و من لا عدد له لا يجوز أن يقال كم هو، ومن لا أول له لا يقال مما كان