المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١١

واجب ايماننا بالقدر

صورة
54- وَوَاجِبٌ إيمانُنَا بالقَدَرِ *** وَبالقَضَا كَمَا أَتَى في الخَبَرِ وواجب إيمانناً : غرض المصنف - هنا الرد على القدرية التي تنفي القدر وتزعم أنه تعالى لم يقدر الأمور أزلاً، وتقول: الأمر يستأنفه الله علماً حال وقوعه، ولقبوا بالقدرية لخوضهم في القدر حيث بالغوا في نفيه. وهؤلاء انقرضوا قبل الإمام الشافعي رضي الله عنه أي قبل انقضاء القرن الهجري الثاني. وثمة فرقة أخرى أطلقوا عليها اسم القدرية وهي إحدى فرق المعتزلة، وهم القائلون بأن العبد خالق لأفعال نفسه الاختيارية، والمثبتون - مع أهل السنة - أن الله تعالى عالم بالعبد أزلاً قبل وقوعها منه، وقد مضى الرد على هذه الطائفة في قوله: "فخالق لعبده وما عمل" فهما قدريتان، الأولى: وهي تنكر سبق علمه تعالى بالأشياء قبل وقوعها وتخوض في القدر حيث بالغت في نفيه. والثانية: تنسب أفعال العباد إلى قدرهم، ومذهب الثانية أخف من الأولى - الذي هو كفر - وإن كان باطلاً مثله. وثمة مسألتان، الأولى: أن الإيمان بالقضاء والقدر يستدعي الرضا بهما، فيجب الرضا بهما، واستشكل بأنه يلزم على ذلك الرضا بالكفر والمعاصي لأن الله قضى بهما وقدرهما، مع أن

تعلقات القدرة

صورة
33- فقدرةٌ بُمْمكِنٍ تعلَّقَتْ *** بِلا تَنَاهِيْ ما بِهِ تعلَّقَتْ فقدرة بممكن تعلقت : القدرة لغةً: عبارة عن الصفة التي بها يتهيأ الفعل للفاعل، وبها يقع الفعل. ولما طوى ذيل مباحث الصفات شرع هنا في نشر مالها من التعلقات . والتعلق: هو طلب الصفة أمراً زائداً على الذات يصلح لها. والذي اعتمده المحققون أن التعلق لصفات المعاني فقط، وبعض المتكلمين قال: التعلق للمعنوية. ولم يقل أحد بهما معاً لئلا يجتمع مؤثرين على أثر واحد، في القدرة والكون قادراً، والإرادة والكون مريداً، وهكذا. واعلم أن صفات المعاني من حيث التعلق وعدمه، ومن حيث شموله للواجب والجائز والمستحيل أقسام: فالقدرة تتعلق بالممكنات إيجاداً أو إعداماً، والإرادة تتعلق بالممكنات تخصيصاً لها ببعض ما يجوز عليها، وتعلقها قديم، والعلم يتعلق بالواجبات والجائزات والمستحيلات تعلق انكشاف. والكلام يتعلق بالواجبات والجائزات والمستحيلات تعلق دلالة. والسمع والبصر والإدراك - على القول به - تتعلق بالموجودات، سواء قديمها وحادثها، لكنه في القديم قديم وفي الحادث حادث. والحياة لا تتعلق بشيء، فهي لا تقتضي أمراً زائداً على قيامها بالذات. و