اضاءة في عقيدة اهل الحق
إضاءة في عقيدة أهل الحق
قال الإمام النووي (ت 676): قال القاضي عياض المالكي (ت544): لا خلاف بين المسلمين قاطبة فقيههم ومحدِّثهم ومتكلِّمهم ونظَّارهم ومقلِّدهم أنَّ الظَّواهر الواردة بذكر الله في السَّماء كقوله تعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ} [الملك: 16] ونحوه ليست على ظاهرها بل متأوّلة عند جميعهم اهـ ذكره في كتابه شرح صحيح مسلم ، الجزء الخامس في الصحيفة 22.
قال الإمام القرطبي ( ت671): في تفسيره في قول الله تعالى: " أأمنتم من في السماء ": وقيل: هو إشارة إلى الملائكة. وقيل: إلى جبريل وهو الملك الموكل بالعذاب. قلت: ويحتمل أن يكون المعنى: أأمنتم خالق من في السماء أن يخسف بكم الأرض كما خسفها بقارون. اهـ ثم قال : والمراد بها توقيره وتنـزيهه عن السفل والتحت. ووصفه بالعلو والعظمة لا بالأماكن والجهات والحدود لأنها صفات الأجسام. وإنما ترفع الأيدي بالدعاء إلى السماء لأن السماء مهبط الوحي، ومنـزل القطر، ومحل القدس، ومعدن المطهرين من الملائكة، وإليها ترفع أعمال
العباد، وفوقها عرشه وجنته كما جعل الله الكعبة قبلة للدعاء والصلاة، ولأنه خلق الأمكنة وهو غير محتاج إليها، وكان في أزله قبل خلق المكان والزمان. ولا مكان له ولا زمان. وهو الآن على ما عليه كان" اهـ. انظر كتاب تفسير القرطبي المجلد 9 الجزء 18 صحيفة 141.
قال الإمام الرَّازيُّ ( ت604) : واعلم أن المشبهة احتجوا على إثبات المكان لله تعالى بقوله: { ءامِنتم مَّن فِى ٱلسَّمَاء } ، والجواب عنه أن هذه الآية لا يمكن إجراؤها على ظاهرها باتفاق المسلمين، لأن كونه في السماء يقتضي كون السماء محيطاً به من جميع الجوانب، فيكون أصغر من السماء، والسماء أصغر من العرش بكثير، فيلزم أن يكون الله تعالى شيئاً حقيراً بالنسبة إلى العرش، وذلك باتفاق أهل الإسلام محال، ولأنه تعالى قال: { قُل لّمَن مَّا فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ قُل لِلَّهِ }[الأنعام: 12] فلو كان الله في السماء لوجب أن يكون مالكاً لنفسه وهذا محال، فعلمنا أن هذه الآية يجب صرفها عن ظاهرها إلى التأويل ". انظر كتاب التفسير الكبير( ج15 جزء30 ص61).
وقال أيضا في كتابه التفسير الكبير المجلد 13 الجزء 25 الصحيفة رقم 194: " ولو تدبر الإنسان القرءان لوجده مملوء من عدم جواز كونه في مكان" اهـ.
ويردُّ على المجسمة بإيراد الآية: {ونُفِخَ في الصورِ فَصَعِقَ مَن في السمواتِ ومن في الأرضِ إلا من شاء الله} [سورة الزمر/68] فيقال لهم: هل تزعمون أن الله يُصعق، وكذا يُردُّ عليهم بإيراد الآية: {يومَ نَطوي السماءَ كطيِّ السِّجِلِّ للكُتُبِ} [سورة الأنبياء/104]
تعليقات