وفي فَنَا النَّفْسِ لَدَى النَّفْخِ اخْتُلِفْ


             
90- وفي فَنَا النَّفْسِ لَدَى النَّفْخِ اخْتُلِفْ *** واستظْهَرَ السُّبكي بقاها الَّذْ عُرفْ

وفي فنا النفس: ذهب العلماء في حكم فناء النفس مذهبين: فطائفة قالت بذهاب صورة النفس التي هي الروح عند نفخ إسرافيل في الصور النفخة الأولى لظاهر قوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ، وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}. وطائفة ذهبت إلى عدم الفناء عند ذلك، أما قبل النفخة الأولى فلا خلاف في بقائها، ولو بعد فناء الجسم، وتكون إما منعمة أو معذبة فعن أبي سعيد رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: "القبر إما حفرة من حفر النار، أو روضة من رياض الجنة".
والنفخة الأولى تسمى نفخة الفناء، إذ لا يبقى عندها حي إلا مات، إن لم يكن مات قبل ذلك، وإلا غشي عليه إن كان مات قبل ذلك، كالأنبياء عليهم الصلاة والسلام، إلا من شاء الله كالملائكة الأربعة الرؤساء، والحور العين، وموسى عليه الصلاة والسلام لصعقه في الدنيا مرة فجوزي بها. فجميع الأنبياء بعد الموت تعود إليهم أرواحهم ثم يغشى عليهم عند النفخة الأولى إلا موسى عليه السلام ثم ينفخ الثانية وتسمى نفخة البعث، فيجمع الله تعالى الأرواح في الصور عند النفخة، وفيه ثقب بعددها، فتخرج منه الأرواح إلى أجسادها فلا تخطئ روح جسدها. وبين النفختين أربعون عاماً على ما في بعض الطرق: فعن أبي هريرة قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بين النفختين أربعون، قيل أربعون يوماً؟ قال أبو هريرة: أبيت، قالوا: أربعون شهراً؟ قال: أبيت، قالوا: أربعون سنة قال: أبيت، ثم ينزل من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل، وليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظم واحد، وهو عجب الذنب، منه يركب الخلق يوم القيامة".
- واستظهر السبكي: اختار الإمام السبكي في تفسيره من هذا الاختلاف القول ببقائها الذي عهد سابقاً، لأنه متفق على بقائها بعد الموت لسؤالها في القبر وتنعيمها أو تعذيبها فيه، والأصل في كل باق استمراره حتى يظهر ما يصرف عنه، فالدليل على بقائها الاستصحاب، فتكون من المستثنى بقوله تعالى: {فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ}. وهو المختار عند أهل الحق وإنما خص المصنف السبكي بالذكر لتبحره في الفنون حتى أحاط بالمعقول منها والمنقول.‏

تعليقات

‏قال غير معرف…
( يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ ) (فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأرْضِ ) ولو كان يوم الصعق يوم الفزع ليس هو يوم القيامة لما كان توعد الله الكافرين به.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الواجب لله 20 صفة

المستحيل على الله

5/ صفة القيام بالنفس