تفضيل الانبياء على الملائكة
67- هذا وَقَوْم فَصَّلُوا إذ فَضلُوا *** وَبَعْضُ كُلِّ بَعْضَهُ
قَدْ يَفْضُلُ
هذا:
أي افهم هذا المذكور من تفضيل الأنبياء على الملائكة، وتفضيل الملائكة على بقية
البشر، من غير تفصيل كما هو طريقة جمهور الأشاعرة المرجوحة. وإنما قدمها الناظم لأن
منظومته على مذهبهم.
- وقوم فصلوا إذ فضلوا:
وهم الماتريدية، فقالوا: إن الأنبياء أفضل من رؤساء
الملائكة، ورؤساء الملائكة أفضل من عوام البشر، وليس المراد بالعوام هنا ما يشمل
الفساق، وعوام البشر المذكورون أفضل من عوام الملائكة. ويدخل في الرؤساء حملة
العرش، وهم ثمانية يوم القيامة لمزيد الجلال، وأربعة في الدنيا، والكروبيون، وهم حافون بالعرش، لقبوا بذلك لأنهم متصدون للدعاء
برفع الكرب عن الأمة. وهذه هي الطريقة الراجحة. وأعلم أن العصمة لا دخل لها في
التفضيل فلا ينظر إليها، لذلك فضل العوام على الملائكة المعصومين، وإنما ينظر
للأكثرية في الثواب على العبادة، وعوام الخلق أكثر ثواباً لحصول المشقة لهم في
عبادتهم، بخلاف عوام الملائكة، فإن الطاعة جِبِلَّية فيهم.
- وبعض كل: أي بعض
الأنبياء كأولي العزم أفضل من بعضهم الآخر، وبعض الملائكة كرؤسائهم أفضل من بعضهم
الآخر.
- والخلاصة: أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق على
الإطلاق ثم سيدنا إبراهيم، ثم سيدنا موسى، ثم سيدنا عيسى، ثم سيدنا نوح وهؤلاء هم
أولوا العزم، ثم بقية الرسل، ثم الأنبياء وهم متفاضلون
فيما بينهم عند الله تعالى، ثم جبريل، ثم ميكائيل، ثم
بقية الرؤساء، ثم عوام البشر، كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي، ثم عوام الملائكة، وهم
متفاضلون فيما بينهم عند الله أيضاً. وقد سبق أنه يمتنع
الهجوم فيما لم يرد فيه توقيف فلا تسه عنه.
تعليقات