لله لا يتغير
إن مما هو مقرر في دين الله تعالى وثابت عند العقلاء أن التغيّرَ دليل الحدوث وبهذا احتج إبراهيم الخليل عليه السلام على قومه بكون القمر والكوكب والشمس لا يصلح كل منهم أن يكون إلها فيستحيل عقلا وشرعا التغيّرُ على الله سبحانه وتعالى في ذاته وصفاته فلو كان يجوز عليه التغيّر لجاز عليه ما يجوز على المخلوقات. وما أحسنَ قول بعض الناس: "سبحان الله الذي يُغيِّر ولايتغيَّر". وقد ورد في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه دعا ربه بأشياء فاستجاب الله له بعضًا منها وقال له عن الأمور الأُخَر: "يا محمد إني إذا قضيتُ قضاءً فإنه لا يُرَدُّ" رواه مسلم وغيرُه. فلو كان الله يغيّر مشيئته لأحد لغيّرها لحبيبه محمد عليه الصلاة والسلام وهذا لا يعني أن يترك الإنسان الدعاء بل ينبغي من المسلم أن يكثر من الدعاء رجاء ثواب الله تعالى